((
عالق في وسط العاصفة ))
غريب أمري رغم علمي بهبوبها
وقدومها وتوقع حدوثها إلا أني لست خائف منها تلك العاصفة القادمة من بعيد , لا لعدة أعددتها
لها أو لإحتياطات أحتطها , الناس من حولي
اغلقوا على انفسهم الأبواب وأمنوا النوافذ والتخذوا الأسباب من تخزين أكل وشراب خوفاً
منها , وأنا وحدي في الخارج أرقبها وأبحث عنها وأتجه يميناً وشمالاً باحثاً عنها في لهفة وشوق وترقب غريب , وبعد إنتظار استمر
بضع ساعات ظهرت في الأفق من بعيد وفي ردة فعل غريبة مني تسمرت في مكاني أنظر إليها
وهي تقترب من جسدي المتلهف لعناقها أخذ
نظري يتأمل تجمع السحاب فوق بعضها البعض بسوادها وبياضها وبرعدها وبرقها وهي
تتراقص على لحن تسبيح الرعد ووميض البرق وهبوب الرياح بصوتها المرعب والأشجار تتراقص على
لحن هبوب الرياح يميناً وشمالاً وكلما أقتربت مني أخذت تشتد أكثر فأكثر حتى أصبحت
في وسطها ولا زلت أقف نفس الوقفة وأحاول محولات اشبه بالجنون في عناق العاصفة
المخيفة , ربما لأني عاشق مجنون متيم بها , أو ربما لاني مللت الخوف والحذر من أصناف
الخطر , أو ربما لأني أبحث عن شيء فقدته قد اجده في وسط العاصفة , وفي
وسط العاصفة لم أعد أرى سوى ما تريد العاصفة أن أراه أو أسمعه مجموعة من العوالق
من شتى البقاع والأماكن التي مرت بها
العاصفة قبل الوصول إلي إختلطت في قلب العاصفة
وكونت عالماً خاصاً بها مكون من ثقافات مختلطة تجمعت رغماً عنها في قلب
العاصفة وأرتبط مصيرها بمصير العاصفة وخلاصاها بنهاية العاصفة الهوجاء , إرتبط
مصيري بمصيرهم واصبحت عالق في قلب العاصفة
وعزلتني عن محيطي الحقيقي وثقافتي ومجتمعي الحقيقي , ولا زلت عالق في قلبها انتظر نهايتها , فقد دخلت فيها بمحض ايرادتي , فأرتبط مصيري
بها وأنا عالق في وسط العاصفة .................
مع فائق التحايا ................. محمد الأنصاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق