بين عيدين !!!

بين عيدين !!!

اصف شعوري في فترة من الزمن طويلة  وأخص فيها الفترة ما بين عيد الفطر وعيد الأضحى ..  

في هذا العام المليء بالأحداث المتسارعة الغريبة والفتن المتلاحقة المريبة  , عشت في وسط الألم والحزن ايام لا تنسى ولحظات سعيدة نقشت في قلبي وعقلي ولن تمحى , كانت ايام كالأحلام وكاعدتها اللحظات السعيدة لا تدوم طويلاً ايام مرت امام عيني مروراً سريعا ملئت قلبي بهجة رسمت على شفتي البسمة ملات حياتي سعادة ثم تلاه وداع خلف في قلبي حزن وألم وحنين وأمل.

هو القدر فرق بيننا من عشرات السنين الماضية  قبل ان يكتب لنا ان نهيم على  وجه هذا الأرض  وكنا في علم الغيب  , كبرت وعلمني والدي أن لك اخوة في بقعة من الأرض بعيدة يصعب أن تصل إليها ويحكي لي عنهم ويصفهم والدمعة في عينه من الحنين والشوق والذكريات الدفينة في قلب قاسى لوعات الزمان ومرارة الأيام , رسمت لهم في خيالي صور واعيش معهم في احلامي حكايات وقصص اجببتهم دون أن أراهم عشقت محياهم سمعت اصواتهم ولم يكونوا معي اسمعهم في خيالي , مرت السنين ودخلنا عالم السرعة التقنية والإتصلات , وجاء بعض السائحين والزائرين من تلك الأرض باخبارهم وصورهم وأرقام هواتفهم زاد الحنين والشوق , وزاد القلب الم بمعرفة انا فقدنا أعز روح من بينهم فقد رحل إلى ربه بحنينه وأمانيه ولم نراه والأمل أن نلقاه عند جنة  ربنا رب السماء سبحانه , مرت السنين في شوق وحنين .

حتى جاء الموعد المقدر وبعد سنين من الإنتظار والشوق والحنين وكان الموعد في شهر رمضان المبارك من هذا العام كم أنت مبارك يا شهر رمضان جمعت قلوب فرقها الزمان من عقود ببركة محياك وبركة هذه الارض المباركة كانت أيام كالأحلام انتقلنا فيها من هذه الأرض إلى أرض اخرى كلها سعادة كلها أمل كلها حياة كلها حب كلها وفاء , أعادة في قلبي الأمل أنعشت قلب انهكه الحزن والألم , كان لقاء لا يوصف لقاء قلب مع دمه الذي يجري في عروقه , لقاء جسد اختنق من الضيق فوجد فسحة في الفضاء مليئة بالهواء العطر النقي  , لقاء الارض الجدباء لزخات من المطر رحمة من رب السماء , مهما كتبت لا استطيع وصف شعوري وأحساسي تعجز الحروف والكلمات جف حبر قلمي وتصلبت يدي وعجز عقلي عن وصف مدى السعادة التي انا فيها في تلك اللحظة احمد الله عليها حمداً كثيراً .

عشنا اياماً جميلة لن تنسى ولن تمحى في قلبي مدى الحياة , ولكن لكل لحظة سعيدة نهاية وكانت النهاية بعد أيام عيد الفطر المبارك موعد عودتهم إلى ديارهم , ودعهم قلبي رحلوا واخذوا قلبي معهم , رحلوا واخذوا معهم بسمة كانت قد رسمت على شفتي , رحلوا تركوا لي حزن وألم ووحدة , رحلوا واحمد الله على قضائه وقدره وادعو لهم بدوام السعادة والصحة ورجاء ودعاء أن يكون هناك لنا لقاء مرة اخرى في هذه الدنيا , وإن لم يكن في الدنيا ففي الجنة برحمة ربنا الاعلى الملقى .

كتبتها قبل عيد الاضحى من نفس العام وتذكرتهم وهاجت نفسي وهب قلمي  في وصف شعوري نحو أخوتي وفي حبي لهم , وحنين وشوق وكلمات تصف الحنين بين عيدين عيد الفطر وعيد الأضحى ...

مع فائق التحايا ............................................ محمد الأنصاري