الاثنين، 1 أكتوبر 2012

ركن السعادة !!!



ركن السعادة !!!




أعرني خيالك اينما كنت لنعيش معاً في واقع جميل أعيشه كل يوم تقريباً وتأمل معي المشهد التالي :-
في ركن من فناء صغير وامام حجرتها  في منزل متواضع قديم البناء بني بما يسمى عند أهل البناء في عصرنا (( الداموك الإسمنتي القديم )) وفي منزل سيمته الحب والتضحية والوفاء وكل من فيه موكل أمره لرب الأرض والسماء .
في كل يوم تقريباً وبعد صلاة العصر وعندما تبداء حرارة الجو في الإنخفاض وينكسر وهج الشمس وهي مائلة للغروب , تخرج من حجرتها المواجهة للفناء وتأمر إحدى حفيداتها بإخراج حصيرها من حجرتها وفرشه في مكانه المعتاد بالقرب من أحد اركان فناء المنزل الصغير , وبعد فرش حصيرها تخرج وبيدها مصحفها من الحجم  الكبير وبرفقته قاعدة مصنوعة من خشب تضع عليها المصحف , ومعها في يدها الأخرى سجدتها المخصصة للصلاة وقد طوت بداخلها عبائة ايضاً مخصصة للصلاة  , تجلس على حصيرها  مستندة على مسندة صغيرة تضعها تحت قدميها في وضعية تشعر فيها بالراحة ثم تخرج من حقيبتها المصنوعة من الجلد نظارتها وتبداء في وضعها على عينيها إستعدداً للقراءة  فنظرها ضعيف جداً لا تستطيع القراءة من غير نظارة , ثم تقوم بفتح المصحف وقد علمت مكان وقوفها في القراءة بورقة وضعتها بين صفحات المصحف وقد برز بعض منها للخارج , تبداء بالقراءة بصوت رخيم ومهزوز نال منه كبر السن حظه ونصيبه  وبصعوبة في نطق بعض الأحرف وبعض الأيات  , وكل ما استصعبت عليها اية ندهت علي بإسمي إن كنت في المنزل وإذا لم اكن في المنزل استعانت بأحد من احفادها وتطلب منه تصحيح الأية لها وتكرارها على مسمعها حتى يسهل عليها قرائتها , تستمر في القراءة دون كلل أو ملل في نفس الركن من فناء المنزل حتى ساعة متاخرة من الليل لا تتوقف  إلا للصلاة أو بضع لقم من طعام وحسوات من ماء أو شراب , حتى يحين وقت ذهابها للنوم , فتطوي مصحفها بعد وضع ورقة لتميز موضع وقوفها في القراءة وتدخل حجرتها للنوم حفظها الله .
تعلق قلبي بهذا المشهد المكرر أحب النظر إليه يومياً احب سماع ذلك الصوت استمتع بالجلوس جوارها وهي تقراء ,, شعوري حينها لا يوصف  وسعادتي لا تعادلها سعادة , حتى وهي خارج المنزل في زيارة احد الاقارب لأيام  أظل انظر إلى الركن وهو خالي منها  واتخيلها وادعو الله ألا يحرمني منها فهي نور قلبي وجنتي هي منبع الرحمة ومصدر الإلهام  والحنان والبركة ,,, هي والدتي العزيزة حفظها الله لي ومتعها بالصحة والعافية وأدامها تالية لكتابه وأياته في ركنها ركن السعادة .............

مع فائق التحايا ..................... محمد الأنصاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق