بين عامين !!!
العام المنصرم :-
ها أنا ألملم صحفي وسجلاتي فلا يفصلني عن وداعكم غير ساعات قليلة
أمضيت في دنياكم أيام هي في نظركم عمر وفي
نظر المبدع الخالق لحظة بل اقل من ذلك .
رأيت في عالمكم العجب رأيت ما يشيب له شعر المولود , انا شاهد
عليكم , منكم من اكون له وهم قلة , ومنكم
من أكون عليه وهم كثرة , فوز وسعادة
للمؤمن المحسن , وحسرة وندامة على الغافل المفرط .
دنياكم هباء دنياكم غثاء دنياكم
دنيئة رخيصة , الناس بها مخدوعون
وبها شغلوا , قتل وسفك دماء من اجلها , غل وحقد وغدر وخداع من أجلها ,,
الغني فيها لا يملاء عينه فيها حد كلما جمع إزداد حرص على الجمع ودفع
ثمن الحرص من ايام وساعات فرط فيها غفل
عنها وربه لم يغفل عنها قيدت في سجلي عليه وسيندم عليها يوم الدين .
الفقير فيها تاه في فقره , تأبى عليه كرامته أن يمد يده , دعى ربه
وتوسد صخرة واضعاً على بطنه صخرة من ألم الجوع وألم الحرمان اديم التراب فراشه ستر
جسده المنهك بخرقة لا تستره ينتظر قضاء ربه ولحافه سماء ربه الكريم , رفع يديه إلى
ربه لم ينساه العليم وإنما جعله فتنة لكم معشر المسلمين من أغنياء وحكماء وأمراء
ووزراء وعلماء وعامة الناس وسوف تسألون قسماً بربي سوف تسألون وحقه لن يضيع وقيد
في سجلي إلى يوم الدين .
الأمير فيها شغل بكرسيه
وكيفية الحفاظ عليه بإي ثمن كان حتى ولوكان الثمن دماء ابرياء أو هلاك امة أو ضياع
اموال مسكين لا يعلم انها لحظة واقل من لحظة ولو عاش مئتين عام او اكثر هي اقل من
لحظة في عالم الحقيقة والعدل وكله في كتاب محفوظ إلى يوم الدين .
البقية في غفلة , الشاب مغرور بشبابه , والرجل مشغول بأوهامه , والمسن
مشغول بعلله وأسقامه طمعاً في المزيد من دنياه التي غر بها , جمع أموال وبناء
ابراج تطاول السماء , لعب وغناء رقص وهراء , مشاريع للوهم ومشاريع للهدم ومشاريع
للهلاك , ضحكات تطوال السماء في تيه ونسيان لما بعد هذا الوهم , سيطر عليهم الذي
اقسم امام ربه انه لن يدعهم حتى يوردهم المهالك
وقد نجح بإمتياز وكله موجود في كتابي إلى يوم الدين .
قليل منهم المحسن , تعلق قلبهم بالحقيقة وعلموا حقيقة ماهم فيه من وهم
وانه زائل شمرو ساعد العمل بإيمان ويقين وإحسان عملوا لما هو أهم نفضوا ايديهم من
الوهم واكتفوا فيه بما هو اهم جعلوها سلم
وطريق للعبور لعالم الحقيقة من عالم الوهم , احسنو ولن يضيع إحسانهم مسجل ومحفوظ
معي إلى يوم الدين .
لم يبقى من عمري سوى ساعات
وبعدها لن اعود ابداً وأمضي بصحفي وسجلاتي إلى علام الغيوب مسلماً
أمانتي بما فيها من خير وشر وإحسان وتفريط
, نصيحتي لك أيها الإنسان دع عنك الأوهام
إنما هي لحظات وليست أعوام عش
لحظتك بما يرضي ربك تسعد في عالم الحقيقة والسعادة والخلود , وإلى فهوا شقاء وندم
ابدي , ها انا الملم صحفي وسجلاتي وداعاً
بلا عودة فقد جاء شقيقي المولد حديثاً هذه اللحظة ليكمل المهمة والامانة في دنيا
اللحظة .
العام الجديد :-
ها أنا مولود جديد أخلف شقيقي
أطلقوا علي اسم عام برقم , وأعدو
العدة , ورقموا الدقائق والساعات والأيام , سجلاتي فارغة وصحائفي بيضاء , وجئت
بقدرة القدير للحظة من دنياكم شاهد عليكم
وحجة لكم أو عليكم , زيادة إحسان وإيمان للسعيد المؤمن
, وفرصة للمسرف الغافل المسيء , فمن
هذه اللحظة أمسكت بقلمي وفتحت سجلاتي
وصحفي وبداء العادون في العد ,,, فلا تنسى
أنها فرصة وستمضي ,,, وما الدنيا هذه إلا لحظة .........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق