الخميس، 22 نوفمبر 2012

قصة التغير في احد الجبال !!!

قصة التغير في احد الجبال !!!






مجموعة من منازل شعبية صغيرة على احد الجبال المطلة على احد احياء مدينة الطهر مدينة الصفاء ، جمعت في داخلها اسر مسلمة بدينها مستمسكة جاء بها الحب والهيام في هجرة لربها من أقاصي الغرب هاربة بدينها من فتنة الأرض والعرض وقسوة القلوب وتحجر العقول ، بانية صروح من أمال وأماني عظيمة لها ولأجيالها القادمة من بعدها ،
.
كانت بدايتهم رائعة وجميلة نقية وطاهرة كن
قاء قلوبهم البيضاء وسرائرهم الموقنة المؤمنة المتعلقة برب الأرض والسماء ، اختلط نقاء القلوب بطهارة الأرض بسلامة السريرة وإخاء صادق فأنتجت جنة في أرض الطهر هبطت من السماء فستقرت على ذلك الجبل ، يسكنها من قطع الفيافي وخاض البحار وقد حل بها إنسان يحمل قلب ملاك صافي من الشك صافي من الحقد صافي من الغل صافي من الكذب صافي من الكره صافي من النفاق ، عاشوا فيها أخوة في الله بقتسمون الخبز يقتسمون السقاء يقتسمون الحب يقتسمون الوفاء بأفئدة كلها حب ويقين بذات الإلاه جل علاه .

مرت الأيام ومرت الأعوام في هدوء وسلام ووئام .
وفي يوم من الأيام وليلة من الليالي مرت عاصفة هوجاء تحمل سحب سمراء وفيضانات سوداء من تحت الأرض وأمطار من الفضاء ورياح عاتية هبت من كل الأرجاء من الشرق ومن الغرب ومن الشمال ومن الجنوب ومن السماء اطلقوا عليها اسماء والقاب منها رياح التغير رياح التأثير رياح التحرير وغيرها كثير لم تترك منزل من تلك المنازل في ذلك الجبل إلا دخلت فيه بطريقة أو اخرى غيرت المكان والإنسان ، عيش رغيد وراحة للأبدان وثمار بشتى الألوان جواهر وأبراج لباس من أغرب الأشكال ومن ابعد البلدان ترفيه بشتى الطرق وأغرب الأحول ، الحي اصبح حجرة صغيرة والبلد قرية والكون كله نقرة بإصبع من إحدى اليدان .
عجيب امرها اطلقوا عليها رياح التغير ، كلا بل هي رياح التدمير والتخدير قتلت الإنسان في الإنسان وخدرت فيه كل خلق جميل نحرت الحب الصادق بخنجر الفحش والبغاء وتاه الوفاء والصفاء والكرم والصدق والإخاء في غابة ظلماء كئيبة تحيطها اشواك السياسة اشجارها مخيفة اوراقها مخضبة بالدماء لها اسماء منها دولار وريال ودينار الكل متيم بها وبدمائها النتنة ، افرغت الإنسانية من الإنسان فأصبح عبارة عن جسد كل همه أن يأكل وأن يشرب ويستمتع بما حملته تلك الرياح
 .
انظر إلى الجبل بنظرة القلق الحائر في أمر تلك الرياح وتلك السحابة العظبمة الجاثمة فوق افق ذلك الجبل وهنا توالت الأسألة تترى ،
حتى متى يستمر هذا الخدر في نفوس وعقول سكان الجبل ؟
وماهو الوضع بعد مرور العاصفة وتلاشي السحابة السوداء ؟
وهل نسي سكان ذلك الجبل الرسالة التي حملوها في هجرتهم إلى ذلك الجبل ؟
وفي النهاية لا زلت متفائل بأن النور الذي كان يشع من ذلك الجبل ويتدفق شلالا من الحب والعطاء والإيمان
 والوفاء والصدق والإخاء سيعود إلى جريانه ليسقي كل من حوله منه شربة 

تزيل الخدر وتعيد الأنسانية إلى الإنسان في ذلك الجبل .......

مع فائق التحايا .......... محمد الأنصاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق